هل عدم ارتقائي شهيدًا معهم دليل على عدم حب الله لي؟

لي أصدقاء استُشهدوا قبلي، وأنا لم أنـل الشهادة معهم. هل عدم ارتقائي شهيدًا معهم دليل على عدم حب الله لي كما قال عز وجل في سورة آل عمران من الآية 140: ﴿وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ﴾ ؟.

هناك ما يُعرف باصطفاء الاستبقاء، أي أن هناك من يُبقيه الله سبحانه وتعالى حيًا ليقوم بعمارة الأرض خليفة لله في أرضه كما في قوله عز وجل: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً﴾ سورة البقرة من الآية 30. ألم نسمع بحديث عُبَيْدِ بْنِ خَالِدٍ السُّلَمِىِّ رضي الله عنه قَالَ: (آخَى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بَيْنَ رَجُلَيْنِ فَقُتِلَ أَحَدُهُمَا وَمَاتَ الآخَرُ بَعْدَهُ بِجُمُعَةٍ أَوْ نَحْوِهَا فَصَلَّيْنَا عَلَيْهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: مَا قُلْتُمْ. فَقُلْنَا: دَعَوْنَا لَهُ وَقُلْنَا: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ وَأَلْحِقْهُ بِصَاحِبِهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: فَأَيْنَ صَلاَتُهُ بَعْدَ صَلاَتِهِ وَصَوْمُهُ بَعْدَ صَوْمِهِ وَعَمَلُهُ بَعْدَ عَمَلِهِ إِنَّ بَيْنَهُمَا كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ). وفي مسند الإمام أحمد عَنْ أَبِي سَلَمَةَ رضي الله عنه قَالَ: (نَزَلَ رَجُلَانِ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ عَلَى طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، فَقُتِلَ أَحَدُهُمَا مَعَ رَسُولِ اللهِ، ثُمَّ مَكَثَ الْآخَرُ بَعْدَهُ سَنَةً، ثُمَّ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ. فَأرِيَ طَلْحَةُ بْنُ عَبَيْدِ اللَّهِ: أَنَّ الَّذِي مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ قَبْلَ الْآخَرِ بِحِينِ، فَذَكَرَ ذَلِكَ طَلْحَةُ لِرَسُولِ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:  كَمْ مَكَثَ بَعْدَهُ؟ قَالَ: حَوْلَا فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: صَلَّى أَلْفًا وَثَمَانِ مِائَةٍ صَلاة، وَصَامَ رَمَضَانَ) حسنه الأرنؤوط لغيره.